رافت طلال .
عارضة طاقه العضو :
الجنس :
الدولة :
المهنه :
الهوايــة :
المزاج :
عدد المساهمات : 213
تاريخ التسجيل : 01/09/2010
موقعك المفضل : إذاعـــہ الـقـرآنــے الـكـريـمـ
تعاليق : لديك أي اقتراح او استفسار او شكوى او ابلاغ عن مشاركة مخالفة . اضغط هـــنا
| موضوع: فضل القرآن في رمضان السبت أكتوبر 01, 2011 3:13 am | |
| فضل القران في رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم في رمضان نحرص على أن نختم القرآن مرة بعد مرة، وعلى أن نتدارسه ونتدبره ونتأمل في حكمه وأحكامه
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار، أما بعد:
فإن رمضان هو شهر القرآن اختصه الله -عز وجل- بنزول هذا الكتاب المبين فيه، وقال – سبحانه-:"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" (البقرة: من الآية185)، قال بعض السلف- رحمهم الله-: "ما من كتاب أنزله الله على نبي من الأنبياء إلا كان في هذا الشهر المبارك" ويقول- سبحانه وتعالى-: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ" (القدر:1،2) ، "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ" (الدخان: من الآية3) ولا تعارض بين إنزال القرآن في شهر رمضان وفي ليلة القدر منه، وبين قول ربنا- سبحانه-:"وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً" (الإسراء:106)، وقول الله -عز وجل-:"وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً" (الفرقان:32)، فالقرآن نزل في ليلة القدر جملة من بيت العزة إلى سماء الدنيا، ثم بعد ذلك نزل به جبريل -عليه السلام- مفرّقاً منجّماً على امتداد ثلاث وعشرين سنة بحسب الحوادث والأحوال التي تجددت للأمة.
فالقرآن الكريم ابتدأ نزوله في شهر رمضان لما نزل جبريل على نبينا الأمين- صلى الله عليه وسلم- في غار حراء كان هذا النزول المبارك في هذا الشهر المبارك في شهر رمضان، ولذلك كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يُعنى بالقرآن عناية خاصة في هذا الشهر المبارك، وإلا حاله - عليه الصلاة والسلام- أنه كان يقرأ القرآن على كل أحواله، كان يقرأ القرآن قائماً وقاعداً ومضطجعاً، وما كان يمنعه من القرآن شيء إلا الجنابة، لكنه في رمضان -عليه الصلاة والسلام- كان يلقاه جبريل ينزل عليه في رمضان من كل عام فيدارسه القرآن مرة، فلما كان العام الذي توفي فيه- صلوات ربي وسلامه عليه- نزل عليه جبريل فدارسه القرآن مرتين، فيحصل معارضة النبي- صلى الله عليه وسلم- يتلو وجبريل يسمع، جبريل يتلو والنبي- صلى الله عليه وسلم- يسمع عارضه القرآن مرتين، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "ما أُراني إلا قد حضر أجلي"، ولذلك بعد رمضان بشهرين في حجة الوداع كان يقول للناس: "خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا".
إخوتي الكرام: في رمضان نحرص على أن نختم القرآن مرة بعد مرة، وعلى أن نتدارسه ونتدبره ونتأمل في حكمه وأحكامه، وفي ذلك الأجر العظيم والثواب الكبير، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "ألم" حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"، الله أكبر كل حرف من القرآن بعشر حسنات! لو أن إنساناً قال: بسم الله الرحمن الرحيم هذه تسعة عشر حرفاً بمئة وتسعين حسنة، والله يضاعف لمن يشاء، لو أن إنساناً قرأ سورة الإخلاص "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ،وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ" هذه فيها ستة وستون حرفاً بستمائة وستين حسنة في أقل من دقيقة، والله يضاعف لمن يشاء،
ولذلك كان السلف- رضوان الله عليهم- يحرصون على القرآن في رمضان فكان أصحاب محمد- صلى الله عليه وسلم- يقومون الليل في رمضان بالمئين، أي: بالسور الطويلة التي فيها مائة آية أو تزيد، حتى كانوا يستندون على العصي من طول القيام، وكانوا يبتدرون سواري المسجد وما ينصرفون من القيام إلا قدر ما يأكلون أكلة السَحَر، وكان سيدنا عمر - رضي الله عنه- يرى الناس أوزاعاً يصلون متفرقين، فجمعهم على أقرئهم أبي بن كعب -- رضي الله عنه- فصلوا خلفه صلاة التراويح، وكان يقرأ بهم قراءة طويلة - رضوان الله عليه-.
وكذلك كان إمامنا مالك - رحمه الله- إذا دخل رمضان غلّق كتب العلم؛ كتب الحديث والفقه وغيرها لا يشتغل إلا بالقرآن، وكان الإمام محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله- إذا دخل رمضان، قال: إنما هما خصلتان قراءة القرآن وإطعام الطعام، ولا يشتغل بغيرهما، وكذلك أمنا عائشة - رضي الله عنها- كانت تقدّم غلامها زكوان ليصلي بهم من المصحف.
والإمام الشافعي - رحمه الله- ذكر عنه الإمام الذهبي بأنه كان يختم القرآن في رمضان ستين ختمة، وبعض الناس يستغرب يقول: كيف هذا؟ نقول: نعم ما كانوا يشتغلون بشيء سوى القرآن، ما كانوا يدخلون الأسواق، ولا كانوا يلغون، ولا كانوا يلهون، ولا كانوا يلعبون، ولا كانوا يغتابون، ولا كانوا يجلسون مجالس لغو باطل، وإنما الواحد منهم همّه كله في القرآن، فيبارك الله - عز وجل- في أوقاتهم وفي أعمارهم فيتيسر لأحدهم أن يختم القرآن مرة بعد مرة، فيكون حالاًّ مرتحلاً كلما اختتم القرآن مرة افتتح أخرى، وكان بعضهم كقتادة بن دعامة السدوسي- رحمه الله- يختم القرآن كل سبع في الأيام العادية، فإذا دخل رمضان كان يختمه كل ثلاث، وإذا دخلت العشر الأواخر كان يختمه في كل ليلة مرة، وبعض الناس أيضاً يستغرب إذا سمع هذا الكلام، وبعض الصالحين الموفقين- ممن نحسبهم كذلك- في زماننا هذا ليس في زمان السلف يختم القرآن في كل ثلاث مرة، وهذا أمر يسير على من يسّره الله عليه.
لِمَ كانوا يفعلون ذلك؟ لأنهم علموا من حال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه كان يحرص على القرآن في رمضان حرصاً أعظم من حرصه في سائر الشهور؛ لأن رمضان هو شهر القرآن، وعلموا أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: يا رب منعته الطعام والشراب فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفّعني فيه فيشفعان، وعلموا من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، وأن الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران، وفي هذا الحديث بشرى، فإن كثيراً من الناس يقول: أنا أحب أن أقرأ القرآن، لكنني لا أجوِّد، لكنني لا أخرج الحروف من مخارجها، لكنني لا أقرأ قراءة صحيحة، نقول له: لا تمتنع عن تلاوة القرآن، تعلَّم وواصل فإن الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- ، و"خيركم من تعلم القرآن وعلّمه"، فحريٌّ بنا إخوتي وأخواتي أن نجعل من هذا الشهر فرصة لنقوّي صلتنا بهذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى، والحمد لله أولاً وآخراً.
| |
|