[size=18][/s ( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
الجهل يعمي القلوب والأبصار .. ويكون قاتلاً ومقيتاً إذا تصرف أحدهم باسم الإسلام ويأتي بأفعال لا يقرها الإسلام أبداً .. وتلك كانت مصيبتنا الكبرى منذ المشاحنات التي أعقبت ما بعد مراحل الصحابة الكرام .. فباسم الدين ارتكبت الكبائر .. ولونت العقيدة السمحاء بألوان هي ليست لونها الأبيض الصافي الناصع .. بأيد أناس هم يسمون أنفسهم أحرص الناس على الدين .. ولكن هم أبعد الناس عن حقيقة ذلك الدين العظيم .. هم يظنون أنهم ينطلقون من فرضية صحيحة .. ولكنهم مع الأسف الشديد لم يأخذوا الدين بالمسار السليم الصحيح .. ولم ينطلقوا بأخذ حقيقة الدين من علماء لهم الثقل العلمي الصحيح .. بل معظمهم ينطلق من قواعد أساسها بنيت على الاجتهادات الفردية .. ومن شيوخ فقط لهم اسم الشياخة والقداسة وهم أجهل الناس عن الإسلام الصحيح .. تلك مصيبتنا الكبرى اليوم حيث تعج الساحة بأنصاف العلماء الذين يقولون عن الإسلام ما لم يقله الإسلام .. ثم يكون لهم أتباع هم في كثرة زبد البحار .. جماعات وفرق وأشكال وألوان ..
الإسلام يحرم قتل المسلم إلا بحق الحدود .. ولا يتم الأخذ بالحدود إلا بيد أولياء الأمور من المسلمين .. الذين يتحققون ويمحصون الأدلة والبراهين بواسطة أهل التخصص ... ثم هناك خطوات وخطوات تسبق التنفيذ .. وخطوات تعقب التنفيذ .. وكذلك الإسلام يحرم قتل الكافر إلا إذا اعتدى بنية القتل أو تعدى على الحرمات .. أو حارب الدين علناً في بلاد المسلمين .. وكذلك الإسلام يحرم قتل أي إنسان حتى ولو كان لا يدين بأي دين في الأرض ..
وتلك مشاهد رأيناها خلال هذا الأسبوع عن مقتل .. وتمثيل بميت هو كان له شأن ذات يوم .. الميت لم يظهر ما في نفسه لأنه ميت .. أما القتلة فأظهروا ما في أنسفهم فظهروا بنفوس حاقدة كريهة لا تمت للإسلام في شئ .. وظنوا أن تلك الأحقاد والتمثيل بالجثة إنما يفرح صدور المسلمين .. لا وألف لا .. قد يكون القتيل مجرماً وسفاحاً أهدر الكثير من دماء الأبرياء .. وقد لا يكون محبوباً إطلاقاً لدى الكثير من الناس .. ولكن كل ذلك لا يعطي الحق في القتل والتمثيل .. لأن العقاب والحساب بيد الرحمن الذي يعلم الحقائق والسرائر .. وفقط كان الدور يستوجب الأسر ثم تقديمه لأولي الأمر .. الذين يتبعون الأصول الشرعية في ذلك .. ثم إذا ثبتت عليه الأدلة قاموا بتنفيذ حكم الشرع عليه دون تمثيل بجثته .. ذلك هو الإسلام .. وليس ذلك الإسلام عندما نرى أناساً يقومون بقتل أسير في القبضة وتحت السيطرة تماماً .. هم يظنون أن حسابهم عند الله يسيراً .. فقد يكون حسابهم عند الله يوم القيامة أشد عزاباً من عزاب ذلك المقتول الذي له ما له وعليه ما عليه .. ومن عدالة الرحمن له حق العدالة في كفة الميزان عن من سلبوا حياته وقاموا بتمثيل جثته بغض النظر عن سيئاته وحسناته .. فإجرام المجرم الفاجر الفاسد وعقابه ليس الخيار في كفة كل من هب ودب .. كما يظن هؤلاء الذين قاموا بعملية القتل والتمثيل ..
ذلك من الناحية الدينية والأخلاقية التي شوهت بالكامل .. وهناك الناحية الحضارية .. فأمم نحن معهم في هذا الكوكب .. نشاهدهم كيف يقدمون المجرمين إلى محاكم دولية بعد تحريات دقيقة وخطوات حضارية عالية .. فرأينا محاكمات النازيين .. ثم رأينا محاكمات الكثيرين من المجرمين والدكتاتوريين .. ولم نشاهد لحظة تلك الصورة القاتمة بتشويهات الجثث .. وسحب الإنسان وهو يفترض أنه مسلم بعد قتله وجره بالأرض .. وهو شبه عاري تماماً !! .. تلك لحظات قاتمة وكالحة شوهت صورة المسلمين بأيد من يدعون أنهم أصحاب الإسلام السليم .. وهم أبعد الناس عن الحقيقة . والإسلام أكثر حضارة وأكثر تقدماً إذا خلا من أمثال هؤلاء المتعطشين لدماء المسلمين وغير المسلمين . ولا أحد هنا يدافع عن قتيل قد يكون هو أول من شوه الإسلام .. وقد يكون هو من أكبر المجرمين الذين أفسدوا في الأرض .. ولكن كل ذلك لا يعطي الحق بالقيام بتلك المهزلة .. ثم أن الواجب يفرض أن ندافع عن إسلام هو برئ من تلك الممارسات المقيتة الكريهة البغيضة . ize][b]