حذر علماء اجتماع مصريون من تأكل صلة الرحم بسبب تزايد الاعتماد علي رسائل الموبيل في التهاني بين الأسر المختلفة، وتحول الموبيل لوسيلة للتواصل الإنساني بدلا من الزيارات واللقاءات المباشرة، وأكدوا أن رسائل التهاني بالموبيل تؤثر بالسلب علي العلاقات الاجتماعية لأنها تلغي الاتصال والزيارات الحميمة المباشرة.
وأرجعت د. عزة كريم المستشارة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية زيادة هذه الظاهرة لزيادة ضغوط الحياة وزيادة الاكتئاب الذي يؤثر علي قلة الحركة والتواصل، ما يجعل رسالة الموبيل في نهاية الأمر هي البديل للتواصل الإنساني.
جاء هذا بعدما كشف د. عمرو بدوي رئيس جهاز تنظيم الاتصالات في مصر عن أن المصريين انفقوا 12 مليون جنية ( قرابة 2.1 مليون دولار) علي 40 مليون رسالة تهنئة تبادلوا بشهر رمضان، وأن تزايد التهاني وتكلفتها لم يقتصر علي الأفراد وإنما كذلك علي الشركات والمؤسسات التي شاركت في إرسال رسائل تهنئة علي الموبيل لعملائها.
وقال لمجلة "المصور" الحكومية الجمعة 21 سبتمبر 2007 عن أن الرسائل تتزايد غالبا في المناسبات مثل رمضان والأعياد حيث يري كثيرون أنها وسيلة متميزة وسهلة ورخيصة (المكالمة بربع جنية تقريبا) تضمن وصول التهاني لصاحبها.
وقد أدي تزيد الاعتماد على الموبيل في رسائل التهاني بالمناسبات المختلفة لابتكار المصريين رسائل طريفة ومتنوعة للتداول بينهم بعضها يثير الضحك ورسالة أخري تقتبس أنواع السيارات تقول: "أسأل الله لك ثبات BMW وجمال A5وقوة المرسيدس وصبر 128 (سيارة شعبية) وارتفاع 4×4، وأمال الفلولفو وهيبة الجاجوار وأدخلك الله الجنة أتوماتيك.. وكل عام وأنتم بخير".
25 مليون مصري يمتلكون المحمول
ويأتي تزايد رسائل المحمول في وقت كشف فيه د. طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر عن أن أعداد المشتركين في خدمات التليفون المحمول ارتفعت في مصر بنسب كبيرة في الآونة الأخيرة، حتى أصبح 25 مليون مصري (عدد السكان 72 مليون نسمة) يمتلكون المحمول وينتظر أن يزيدوا إلي 38 مليون عام 2011.
وسبق أن كشفت دراسة علمية أجراها مركز استطلاع الرأي بمركز معلومات مجلس الوزراء عن استمرار إنفاق الأسرة المصرية جانبا كبيرا من دخلها علي مظاهر الوجاهة الاجتماعية مثل التليفون المحمول الذي كانت تقتنيه حوالي 9 % من الأسر المصرية عام 2004 ارتفعت إلي 35% هذا العام، وقالت أن نفقات دردشة المصريين علي التليفونات وشراء المحمول في عام 2004 المنصرم تكاد تعادل نفقات علاج البطالة المتفشية بين الشباب والتي تصل إلي حوالي مليوني عاطل.
وقالت أحدث دراسة في هذا الصدد أصدرها مجلس الوزراء إن المصريين أنفقوا خمسة مليارات جنية (الدولار يعادل 5.7 جنية) علي الكلام في التليفونات وشراء أنواع حديثة من الموبايلات المحمولة التي تنتشر بشكل كبير بين المصريين، وقدرت الدراسة إن هذا المبلغ يعادل النفقات المطلوبة تقريبا للقضاء علي مشكلة البطالة.
واستغربت الدراسة اقتناء كثير من الشباب العاطل للموبيلات ودفع فواتير أو كروت شحن شهرية باهظة علي الرغم من عدم وجود مصدر دخل ثابت أو إرهاق ميزانية أسرهم الضئيلة بهدف الظهور بالموبيل كنوع من الوجاهة الاجتماعية، وأن 6ر74% من مستعملي الهاتف المحمول يستخدمونه للدردشة مع الأهل والأصدقاء وليس لغرض هام.
وأبرزت الإحصائيات الواردة في الاستطلاع الذي أجراه المركز الإلكتروني التابع لمجلس الوزراء المصري أن 4 ر39 %من الأسر المستطلع رأيهم تملك جهاز هاتف محمول واحد بينما يملك5 ر31 % من الأسر جهازا محمولا خاصا أخرا، و5 ر24 % يملكون ما بين ثلاثة وأربعة أجهزة وحوالي 4.6% يملكون أكثر من خمسة أجهزة !!.
وقد كشفت الدراسة أن الشباب ما بين 25 إلى 35 سنة هم الأكثر استخداما للموبايل بينما تصل الفئات العمرية الأكبر إلي حوالي 20 % من مستخدمي التليفون المحمول، وإن 74 % يستخدمون الموبايل للثرثرة مع الأهل والأصدقاء والزملاء، وإن 11 % يستخدمونه في برامج المسابقات، وفي حين أن 52 % يستخدمونه لأغراض العمل